القضاء والقدر

سلسة رسائل إلى كل من أحبهم قلبي وبصدق

 عندما نترك المواجهة الفعلية التواصل فلن يبقى أامامنا سوى الكتابة لنعبّر عما يجول في خواطرنا

وعندما تدفن كلمة الحق ولن يبقى سوى الكذب والافتراء فلا وسيلة سوى الكتابة علنا نصحح بعض من رؤيتهم

وعندما نحكم ونقرر عن غيرنا كما يحلو لنا ونجعل الحق باطل والباطل حق فلا وسية سوى الكتابة  

وعندما تدفن المشاعر الصادقة لن يبقى سوى الحقد الدفين والانتقام من البعض بحجة كاذبة فلن يبقى سوى  أن اكتب 

 ولِأن آذانكم وقلوبكم صمّاء وتوجهون  طعنات غادرة لمن يرتبطون بكم برابط الدم  فلا وسيلة إلا  ان اطلق عنان قلمي ليعبّر وبكل صدق عما حرمني غيري من قوله

كلنا من آدم وآدم من تراب وأمر الله حين يأتي على حين غفلة  فلا راد لقضاء الله   فما علينا سوى التسليم لأمره وقضاءه

وللقضاء والقدر معانٍ أخرى وردت في القرآن الكريم منها كقوله تعالى في سورة الإسراء، الآية 4، (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) أي إخبارهم بذلك ومنها الإرادة كقوله تعالى في سورة البقرة، الآية 117، (وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) أي إذا أراد أمراً ومنها الحكم والفصل كقوله تعالى في سورة طه، الآية 72، (فاقض ما أنت قاض) ومنها الأمر كقوله تعالى في سورة الإسراء، الآية 23 (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) أي أمر بعبادته ومنها الموت كما في سورة القصص، الآية 15 (فوكزه موسى فقضى عليه).

ومن معاني القدر التحديد بالكمية كقوله تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزّله إلا بقدر معلوم) ومنها الخلق كقوله تعالى: (وقدّر فيها أقواتها) أي خلقنا ومنها التضييق كما في سورة الفجر، الآية 16. (وإما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن).

ومنها القضاء الحتمي كما في سورة الأحزاب، الآية 38، (كان أمر الله قدراً مقدوراً) أي حتماً مقضيّا

افعال العبد المفوّضة  : فأن الله خلق العباد وترك لهم حريتهم المطلقة والكاملة في كل التصرفات والسلوك لذلك أرادوا أن ينزهوا الله من الظلم والجور والفساد فوقعوا في وحل عميق أيضا حيث أنهم عزلوا الله سبحانه عن ملكه وجعلوا له شريكاً في الأفعال فقد قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ومن زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله ومن كذب على الله أدخله النار)

سحابة الحقد وثورته تريدون بها وجه البشر لا وجه الله فمن يريد شراء وجوه البشر لا خير فيه ومن يريد  وجه الله وعمله خالص لله لا لكي ينال ثناء البشر فهذا ما يريده الله سبحانه وتعالى

كم من قصص مرّت على الناس وصرنا كسائر الناس تأكل في لحمنا خلق الله غير مبالين للدم الذي يربط فيما بيننا  وصرنا مهرجين بنظر الناس لاننا صرنا قصة كباقي القصص يتسلون بها ويفرحون بتقطيع ارحامنا امامهم

فكم من لسان صار لك وانقلب عليك يا ابن آدم !!!!

الصدقات تدفع البلاء وصدقة السر تطفئ غضب الله.. فالأجل المعلق والبلاء الطارئ يدفع بالصدقة كقانون الهي والأجل الحتمي لا يدفعه شيء كقانون الهي أيضا لقوله - تبارك وتعالى:

(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). [سورة النحل، الآية 61].

فهذا هو القضاء الحتمي من الله سبحانه لا يعارضه شيء أبداً.

التقي مع قلمي بكم في حلقة وسلسة اخرى

 



Kommentarer
Postat av: salwa

Det är Utmärkt och en underbar artikel bushbush.

2010-03-03 @ 15:37:39
Postat av: Maytham

bra artikel

2010-03-03 @ 18:24:10
Postat av: DG

Fint skrivet mor

2010-03-04 @ 00:45:48
URL: http://dergham.blogg.se/

Kommentera inlägget här:

Namn:
Kom ihåg mig?

E-postadress: (publiceras ej)

URL/Bloggadress:

Kommentar:

Trackback
RSS 2.0